ما هو التفكير الزائد ؟
التفكير الزائد او فرط التفكير هو التفكير في موضوع محدد او عدة مواضيع لفترات طويلة بشكل مبالغ فيه ، وربما ذلك التفكير المفرط يكون بسبب مشكلة ما ، تحتاج لقرار، ولكن أحداث الماضي تؤثر على الشخص وتجبره دون أن يشعر أن يفكر في ذات الموضوع طوال الوقت. وتكمن المشكلة في قيام الشخص باسترجاع أحداث الماضي وتحليلها، ما يسبب له شعور بالندم والقلق من المستقبل.
قد يكون القلق طبيعي اذا كان مؤقتا لوجود قرار مهم أو مشكلة تحتاج حلا، وهذا النوع يمر به غالب الناس.. كقرار العمل أو الزواج أو اختيار التخصص .. او اختيار احدا الاكلات من قائمة المطعم !، حسنًا انا امزح 😄 القلق في هذا الشأن ليس طبيعي.
و الغير الطبيعي: هو التفكير في عدة أمور، مثل استرجاع أحداث ماضية وتحليلها وتأنيب الذات حولها والندم على الماضي و القلق من المستقبل وما سيحدث فيه. السبب الاساسي لحدوث التفكير الزائد هو جهلنا عن كيفيه عمل دماغنا وتركيزنا في حل مشاكلنا بالطريقه الخاطئه واولها هي القاء الضوء على المشكله عده مرات، في اوقات متقاربه وهذا الشيء يجعل دماغنا في حال من التشويش والضغط، وبدوره يقوم بجلب لك مزيد من الصور المماثله لتفكيرك.
لمعرفه كيفيه التعامل مع تفكير الزائد يجب علينا ان نعرف كيف يعمل الدماغ البشري .
الدماغ البشري يعمل بنفس اليه عمل الكمبيوتر فمثلا اذا قمنا بوضع صوره معينه او كتابه شيء معين على لوحه الكمبيوتر فسوف تكون موجوده دائما الى ان تقوم بتغيير تلك الكتابه او تلك الصوره او بصوره اوضح هو اشبه جوجل حيث انه يقوم بجلب الاشياء التي تشابه ما وضعته به مثلا اذا قمنا بكتابه اي شيء بجوجل سوف ياتي لنا بكل الاشياء التي تماثلها من نفس النوع . هذه الية عمل دماغنا ولن تتم تغيير هذا الكتابه الا اذا قمنا بتغييرها بأنفسنا بمسحها ثم كتابتها بشيء اخر .
لذلك علاج التفكير الزائد يبدأ . انت صاحب قرار كيف تعالج نفسك منه وانت صاحب قرار كيف توقع نفسك به. هو مثل الافعى يمكنها ان تلدغك وبنفس الافعى يمكنها ان تعالجك ويجب علينا ان نكون صريحين مع انفسنا ٠
لقد قلت في نفسي ذات مرة عندما كان دماغي يضج بالافكار الكئيبة: إذا استمريت بهذا النهج، ستكون العاقبة عليّ هي ضياع سنوات كثيرة من عمري. على سبيل المثال، لو كان هناك رجل قد تعرض لموقف محرج في الماضي ولم يتمكن من التصرف بشكل ذكي في ذلك الوقت، بعد مرور فترة من الزمن يبدأ في استحضار تلك اللحظة ويشعر بالحزن لعدم قدرته على التصرف بشكل صحيح. يزداد حزنه كلما يستدعي مواقف أخرى لم يستطع التصرف فيها، وهذا النوع من التفكير يستنزف طاقة عقله بشكل كبير.
أشعر بأنني محاصر بأفكار الماضي وأنني لا أستطيع التخلص منها. تلك الذكريات المؤلمة تستنزف طاقتي العقلية وتمنعني من التركيز على الحاضر والمستقبل. أنا أتساءل كيف يمكنني تغيير هذا النمط السلبي والتحرر من أثره السلبي على حياتي.
لكنني أدرك أن الحل ليس في الاستمرار في الحزن والتفكير في الماضي، بل في قبول ما حدث والتعامل معه بشكل أكثر ذكاء ونضج. يجب أن أتعلم من تلك الأوقات الصعبة وأستخدمها كفرصة للنمو والتطور.
إنه ليس من السهل أن أترك الماضي خلفي وأركز على الحاضر والمستقبل، لكنني مصمم على أن أحقق ذلك. سأعمل على تغيير طريقة تفكيري وأتعلم كيفية التصرف في المواقف الصعبة بشكل أفضل. سأستخدم طاقتي العقلية لبناء مستقبل أفضل بدلاً من إضاعتها في الأحزان والندم.
إنه رحلة صعبة، لكنني مصمم على النجاح والتغلب على تلك العقبات. سأتعلم من أخطائي وأستخدمها كمحفز للتحسن. إنه وقت النمو والتغيير، وأنا عازم على أن أصبح الشخص الأفضل الذي أستطيع أن أكون...
ادركت القلق ليس فقط الخوف من الماضي ، وانما يشمل ايضا الخوف من المستقبل مثلا: اذا كان هناك طالب يريد الالتحاق بالجامعة او يريد ان يحصل على وظيفه معينه او ان يرتبط بفتاه معينه او ان يكون له اصدقاء معينين، و يتردد في قرار الاقتراب من هذه الاشياء قد يسبب له هذا خوفا ويبدأ التفكير بالتصاعد حتى يكون قلقله اكبر من خطر عدم تحقيق الشيء او تحقيقه! .
ولأن جذر التفكير الزائد دائما هو الخوف فيعطيه عقله اجوبه وأسئلة كثيره ليس لها اي وجود من الاساس!. وهذا ما يدهور الانسان نفسيا وقد ييتعرض لمخاطر كثيرة و سنذكر اهم تلك المخاطر الان .
ما هو اثر التفكير الزائد على الانسان ؟
عندما يتعلق الأمر بالتفكير الزائد، يمكن أن تواجه العديد من السلبيات التي تؤثر على الحياة اليومية. سألقي نظرة على بعض هذه السلبيات بناءً على تجربتي الشخصية.
أولاً وقبل كل شيء، يمكن أن يسبب التفكير الزائد القلق والتوتر الزائد. عندما تفكر كثيرًا في الأمور بشكل مفرط، قد تبدأ في تهوين الأمور البسيطة وتكبيرها في ذهنك. هذا يمكن أن يؤدي إلى القلق المستمر والشعور بالتوتر العصبي، مما يؤثر على الصحة العامة والعلاقات الشخصية.
ثانيًا، التفكير الزائد يمكن أن يؤثر على القدرة على اتخاذ قرارات سليمة. عندما تقوم بتحليل الأمور بشكل مفرط وتفكر في كل السيناريوهات المحتملة، يمكن أن تجد صعوبة في اتخاذ قرار نهائي. قد تشعر بالحيرة والتردد وتضيع الكثير من الوقت في التفكير دون أن تتخذ إجراءات فعلية.
ثالثًا، يمكن أن يؤثر التفكير الزائد على الانتاجية والتركيز. عندما تكون عقلك مشغولًا بأفكار غير مجدية وتفكير متواصل في الأمور، فإن من الصعب التركيز على المهام المهمة. قد تجد نفسك تضيع الوقت وتشعر بالإرهاق بسبب التفكير الزائد، وهذا يؤثر سلبًا على إنجاز المهام بكفاءة.
وأخيرًا، يمكن أن يؤدي التفكير الزائد إلى عدم القدرة على الاستمتاع بالحاضر. عندما يكون عقلك مشغولًا بالتفكير في الماضي أو المستقبل، فإنك تفقد القدرة على الاستمتاع باللحظة الحالية والاستفادة من الأشياء الجميلة التي تحدث حولك.
إذا كنت تعاني من التفكير الزائد، فقد يكون من الجيد أن تعمل على تحسين الوعي الذاتي وتطبيق تقنيات التفكير الإيجابي والاسترخاء للتغلب على هذه السلبيات. تذكر أن الحياة تحتاج إلى توازن وأن التفكير الزائد ليس دائمًا مفيدًا.
كيف نتوقف عن التفكير الزائد:
علينا ان نتوقف عن التفكير وان نشغل انفسنا بالعمل والدراسة وقرائة اشياء مفيدة في اللحظه الحاليه. ويجب ان نركز على اللحضة الحالية وهي" الان " ، لانها هي التي تغير المستقبل وليس التفكير في المستقبل.
يجب ان نتمعن في تذوق كل شيء جميل، نستسيغ طعم الوجبه اللذيذة بكل طعمها الحقيقي، نستمع لكل حديث جميل يقال ، نتحسس اللحظه بكل حواسنا الخمسة ونتأملها بعقولنا . ذلك سيساعدنا في الحضور و إعادة التركيز مرة أخرى على الواقع و نسيان الوهم .
اذا اردنا ان نشغل تفكيرنا بشيء علينا ان نشغله باهدافنا في الحياه. ان نشغله بكيفية تحسين اوضاعنا ولكن ليس بالشكل الهوسي الذي يؤدي الى التفكير الزائد والذي لا نستطيع ان نخرج منه ، بل بطريقه عقلانيه ، يجب ان نخطط للسعي في تحقيق ذلك فمثلا اذا كنت تريد ان تحصل على راتب معين او سياره ، عليك ان لا تخاف من هذا الشيء اذا كان وضعك ليس مناسبا والتفكير في كيفيه الحصول على ذلك الشيء بالامكانيات التي لديك .
اهم الخطوات التي ستساعدك بشكل عام على تخفيف القلق
- ممارسة التأمل والاسترخاء: يمكن للتأمل وتقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل الهادئ أن تساعدك على تهدئة العقل وتقليل التفكير الزائد. يمكنك البحث عن تقنيات مختلفة عبر الإنترنت أو الاستعانة بالمعلمين المحترفين لمساعدتك في تعلم هذه الطرق.
- اقرأ الكتب او تابع المجلات والقنوات الثقافية عبر الانترنت : انصحك بمتابعة قناة دوباميكافين و قناة أخضر و قناة خير جليس فإنها قنوات جميلة و جدا مفيدة .
- ممارسة الرياضة والنشاط البدني: يعتبر ممارسة الرياضة والنشاط البدني وسيلة فعالة للتخلص من التوتر والتفكير الزائد. عندما تكون مشغولًا بممارسة النشاط البدني، تنشغل عقلك بالتركيز على الحركة والجسد، مما يساعد في تهدئة العقل وتقليل التفكير الزائد.
- إنشاء جدول زمني وتنظيم الأولويات: قد يساعد إنشاء جدول زمني وتنظيم الأولويات في تقليل التفكير الزائد. عندما تحدد أهدافك وتخطط لإنجازها بشكل منظم، ستشعر بالثقة والتحكم في حياتك، وهذا يمكن أن يقلل من التفكير المفرط في الأمور.
- البحث عن وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر: قد يكون من المفيد البحث عن وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر المرتبطة بالتفكير الزائد، مثل الكتابة أو الرسم أو الممارسة الفنية. عندما تجد وسيلة للتعبير عن ما يدور في داخلك، قد تجد أنه يصبح أسهل التخلص من التفكير الزائد.
- البحث عن الدعم الاجتماعي: لا تتردد في مشاركة ما تشعر به مع الأصدقاء أو العائلة أو حتى مستشار متخصص. قد يساعد الحصول على الدعم الاجتماعي على تخفيف ضغط التفكير الزائد وتقديم نصائح وتوجيهات قيمة.
- توجيه اهتمامك: حاول توجيه اهتمامك إلى التفاصيل الأكثر أهمية والمهام الضرورية. قم بتحديد أولوياتك وركز على إنجازها بدلاً من التفكير الزائد في كل التفاصيل.
- تطوير التفكير الإيجابي: حاول أن تصبح أكثر إيجابية في تفكيرك وتوجهك. قم بتحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية وركز على الأمور المشرقة والنجاحات التي حققتها.
- الحفاظ على التوازن: حاول الحفاظ على توازن صحي بين العمل والراحة والاسترخاء. قم بتخصيص وقت للقيام بالأنشطة التي تستمتع بها وتساعدك على الاسترخاء وتجديد الطاقة.